فخ العصفور
كانت تجلس شارده الذهن ... تضع ذراعها علي النافذه و هي مسندة ذقنها علي ظهر كفها ... وتنظر الي الخارج ... تتأمل بعينيها ملامح الماره ولافتات المحلات ... كانت الفتاه جميله جمالا مخيفا ... تراه فتتمناه ولكن لاتقترب منه ... حسنها البديع يجعل القلب يرتجف من شدة الوجد ... تحس عند النظر في عينيها انك هالك ... لايعصمك من سحرعينيها وشفتيها الا الهرب بقدر ماتستطيع .
مازالت الفتاه شاردة الذهن تهمهم لحنا عذبا لاغنيه رقيقه ... لاتستطيع أن تمنع نفسك من استراق السمع لعذوبة صوتها وهمهماتها ... وهي علي هذه الحاله جاء الشاب اللعوب بالقرب منها ... تردد قليلا ... ولكن هذا الثوب الذي ترتديه جعله يتخلى عن تردده ويجلس بجوارها ... فقد كانت تلبس ثوبا يكشف من جسدها اكثر مما يغطي .
جلس الشاب الي جوارها ... وعقله يعمل بسرعه ليجد الطريقه التي يفتح بها معها الحوار ويكلمها ... وبعد لحظات اهتدي الي الطريقه ... وسـألها بصوت خائف متردد ... لماذا كل هذه العصافير في القفص ... امر غريب ... فمااعرفه أن الناس تضع عصفور أو اثنين في القفص ... لم تلتفت اليه ولم تجبه وظلت في شرودها تنظر من النافذه ... ولكن الشاب تمسك بالامل في ان يتحدث معها ... فبدأ يداعب العصافير في القفص الذي كانت تضعه على ركبتيها ... والقفص مزدحم بالعصافير الصغيره ... وهنا احست به واستارت اليه قائله ... ذلك لاني احب العصافير اكثر مما تتخيل ..
انشرح صدر الشاب عندما علم انها سمعت سؤاله من البدايه وبدأت تحادثه ... وما أن استارت اليه وغاص الشاب في بحر عينيها بحثا عن اللؤلؤ الذي ينبعث منه هذا البريق الخاطف في عينيها ... ووجد نفسه حائرا قد رفع راياته واستسلم امام هذه النظره التي تصاحبها ابتسامه لها قيود تكبل بها القلوب ... ظل الشاب في هذه الحاله وهى التي تدير الحديث وتتكلم بانطلاق ... ولاتعبأ عندما الصقت رجلها برجل الشاب المنهار الساقط في بئر السحر والانوثه ... وفجأه قالت له الأن يجب أن انزل هنا ... فانتبه الشاب لحاله وتماسك قليلا وقال وأنا ايضا سوف انزل هنا.
توقف الباص عند هذه المحطه المعزوله البعيده عن العمران ... ونزلت الفتاه وخلفها الفتى مسرعا... وعلي رصيف المحطه وقفت الفتاه وقالت للشاب ... ارجوك لاتتابعني فانا اسكن قريب من هنا ... اعيش بمفردي ... ولايصح ان يرافقني شاب الي البيت ... ارجوك ابتعد وقد نلتقي مره اخري ... كانت تكلمه وتضع في كل كلمه من كلماتها كل انوثة النساء
مجتمعه ... وكل سحر حواء ... فقال لها الشاب لن اتبعك ... فمدت يدها تسلم عليه ... ولما احتضن كفه كفها تركتيديها بين يديه فتره ... ثم سحبتها برفق وظلت اصابعها تتسلل من بين اصابعه بنعومه . وفي عينيها نظره تناديه ... وكأن عينيها شباك صياد ينتظر ملهوفا لصيدفريسته.
سارت الفتاه في طريقها ببطء ودلال وكأنها ترقص على انغام باليهرومنسي حالم ... والشاب يتابعها من بعيد فلم يكن يستطيع امام هذا الجمال أن يفيبوعده لها .
وصلت الفتاه الي البيت ودخلت ... وتقدم الشاب الي النافذه لعله يراها من خلف الزجاج ... ورأها وقد بدأت في خلع هذا الغشاء الرقيق المسمي ثوبا ... لكنها التفت الي النافذه وكأنها تعرف أن احدا يراقبها ... فرأت ظله علي الزجاج ... ابتسمت ابتسامه ذات مغزى وتوجهت الي النافذه وهي تحدثه ... ألم اقل لك أن لاتتبعني ... انتم جميعا هكذا ... كلكم هكذا ... ها انت قد جئت كما يجئ غيرك كل يوم ... لميفهم الشاب ماذا تقصد ... ولكنها قالت ... مادمت قد اتيت فلاتنتظر بالخارج فيراكاحد ... هل تري الباب الحديدي الذي خلفك ... قال نعم اراه ... قالت افتحه وادخل منهفهو المدخل الي غرفتي الخاصه وسوف الحق بك بعد تغيير ملابسي ... قفز قلب الشاب منبين ضلعيه واسرع الي الباب الحديدي ودخل مسرعا ... ظلت الفتاه واقفه تراقبه عندالنافذه في صمت وترقب
وبعد دقائق بدأت تسمع صراخ الشاب ... ظل يصرخ ويصرخ وبعد فتره سكت واختفي صوته ... ضحكت الفتاه ضحكه عاليه ... ثم قالت تعالي ياحبيبتي حان موعد العشاء... أنا احضرت لكي العصافير معي بالقفص ... خرجت من تحت سريرها افعي ضخمه ... فجلست بجوارها علي الارض وظلت تلقمها العصافير ... بعد إن أطمأنت أن النمرالذي تربيه خلف الباب الحديدي قد تناول عصـــفـوره .