عمرو
بن العاص… أطلق عليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: داهية العرب. وهو من
صحابة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وكان ساعد معاوية الأيمن، ولعب
دورا حاسما في نقل الخلافة من الحسن بن علي إلى معاوية بن أبي سفيان
وتأسيس الدولة الأموية.ولكن ما السبب في زيادة حرف الواو إلى (عمرو) فنحن نعلم أن اللغة
العربية العصماء تمتاز عن كثير من اللغات بتطابق ألفاظها مع الكتابة حيث
لا تكتب أحرف لا تلفظ إلا نادرا، بينما تكتب كلمات اللغة الفرنسية مثلا
بأحرف كثيرة ولا يلفظ إلا بعضها. وما هذه إلا واحدة من محاسن لغتنا
الحسناء.بينما كنت أطالع كتاب “ثمرات الأوراق” لابن حجة الحموي، عثرت بين
صفحاته على جواب لهذا التساؤل، حيث أورد الحموي حكاية كانت كما يدعي سبب
زيادة حرف الواو إلى عمرو.فقد ذكر أن وراقا كان ينسخ كتابا وإلى جانبه جليس، وصادف أن نسخ كلمة
عمرو على شكل (عَمر) فقال له جليسه: “يا مولانا… زدها واو للفرق بينها
وبين عُمر” فوافقه الكاتب على ذلك وأصبحت الواو جزءا من عمرو.وقد وردت واو عمرو في كثير من النصوص العربية، وأصبح الأدباء والشعراء
يستعملونها للكناية عن التحقير والسخرية. فقد شبه ابن زيدون خصمه ابن
عبدوس بواو عمرو في الرسالة الهزلية، التي وجهها إليه فأدخلته التاريخ،
حيث قال له: “وهل أنت إلا واو عمرو فيهم، وكالوشيظة في العظم بينهم”.وقال أبو نواس يهجو أشجع السلمي:قل لمن يدعي سليمى ىسفاهالست منها ولا قلامة ظفرإنما أنت من سليمى كواوألحقت في الهجاء ظلما بعمرووقال أبو سعيد الرسمي شاكيا:
أفي الحق أن يعطى ثلاثون شاعرا
ويحرم ما دون الرضا شاعر مثله
كما سامحوا عمرا بواو مزيدة
وضويق بسم الله في ألف الوصل