محسن جادو المدير العام
معلومات العضو : مدير الموقع عدد المساهمات : 2153 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 24/11/2010 الموقع : مصرأم الدنيا
| موضوع: لاتأمننَّ على الأموال سارقها - الإمام البوصيري رحمه الله تعالى الجمعة سبتمبر 09, 2011 7:26 pm | |
| أقدم لكم ، قصيدة من زمن ولى و فات : صورة حية لحال المصريين في عهد دولة المماليك التي تلت دولة الأيوبين والظلم و السرقة و الاضطهاد ، و أسلوب القمع في حكم الشعب يصور شاعرنا تلك الصور بكل جرأة و لا يهاب السيف ، و لا يخاف السجن إنه الأمام البوصيري رحمه الله تعالى يقول الإمام : انظر بحقكَ في أمرِ الدواوينِ ***فالكلَُ قد غيروا وضع القوانينِ لم يبقَ شيءٌ على ما كنتَ تعهدهُ*** إلاَّ تغيَّرَ من عالٍ إلى دون الكاتِبُونَ ولَيْسُوا بالكِرامِ فمام***نهمْ على المالِ إنْسانٌ بِمَأْمُونِ والكُّلُّ جمعاً ببذلِ المالِ قد خدموا *** وما سَمِعْنا بهذا غيرَ ذا الحِينِ فَهُمْ على الظَّنِّ لا التَّحْقِيقِ بَذْلُهُم*** وما تَحَقُّقُ أمْرٍ مِثْلَ مَظْنُونِ نالوا مناصبَ في الدنيا وأخرجهم*** حُبُّ المنَاصِبِ في الدُّنيا على الدِّينِ قد طالَ ما طُرِدوا عنها وما انْطَردُوا***إلاَّ وقَوْمٌ عليها كالذِّبابينِ وطَالما قُطِّعَ أَذْنابُ الكِلابَ لَهُمْ***فاسْتُخدِمُوا بَعْدَ تَقْطِيع المَصارِينِ قد ينفعُ الناسَ حتى الحشُّ من غرضٍ***وغيرهُ من رياحينٍ وبشنينِ ضُمَّانُ رِيحٍ بِطَيرٍ فَوْقَ طائِرِهمْ***يطيرُ والريحُ شُيَّاعٌ بمضمونِ لَوْ أمْكَنَ الْقَوْمُ وَزْنُ المالِ لاتَّخَذُوا***له الموازينَ من بعدِ القبابينِ وَمَسْحَهُمْ للسَّمواتِ العُلى افْتَعَلُوا***فيها كما يفعلُ المسَّاحُ للطينِ ولم يبالوا برجمِ الغيبِم أحدٍ***كلَّا ولا برجومِ للشياطينِ عزُّوا وأكرمهمْ قومٌ لحاجتهمْ***ما نَالَهُم بَعْدَ ذَاكَ العِزِّ مِنْ هُوْن وطاعنوا الناسَ بالأقلامِ واستلبوا***مِنْهُمْ بِهَا كُلِّ مَعْلُومٍ ومَكْنُونِ وَمِنْ مَواشٍ وَأَطْيارٍ وَآنِيَة ٍ***ومن زروعٍ وكيولٍ وموزونِ لهم مواقفُ في حرب الشرورِ كما***حَرْبُ الْبَسُوسِ وَحَرْبٌ يَوْمَ صِفِّينِ لايكتبون وصولاتٍ على جهة ٍ***مُفَصَّلاتٍ بأَسمَاءِ وَتَبْيِينِ إلا يقولونَ فيما يكتبونَ لهُ***من الحقوقِ وماذا وقتُ تعيينِ فَاسْمَعْ وَكاسِرْ وَحَسِّ الرِّيحَ يا فَطِناً***فلستَ أوَّلَ مقهورٍ ومغبونِ همُ اللصوصُ ومن أقلامهم عُتُلٌ***بِهَا يَسَفُّونَ أَمْوَالَ السَّلاَطِينِ وَكُلُّ ذَلِكَ مَصْرُوفٌ ومَصْرِفُهُمْ***لِلشَّيْخِ يُوسُف أبي هِبْصِ بْنِ لَطْمِينِ وللشرابِوتبييتِ الخطاء بهِ***يجلو العُقارَ بأجناسِ الرياحينِ وَلِلْعُلُوقِ وَأَنْواعِ الْفُسُوقِ مَعاً***وللخروقِ الكثيراتِ التلاوينِ وَلِلبِغالِ الْوَطِيَّاتِ الرِّكابِ تَرَى***غلمانهمْ خلفهمْ فوقَ البراذينِ وَلِلْمَنَادِيلِ فِي أَوْسَاطِ مَنْ مَلَكُوا***وَلِلْمَنَاطِقِ فيها وَالهَمايِينِ وَلِلرِّيَاعِ العَوَالِي الارْتِفَاعِ بِناً***وَلِلْبَساتِين تُنْشَا وَالدَّكاكِينِ وَلِلفَجَاجِ وَحُملاَنِ النِّعاجِ وَأطْـ***ـيارِ الدَّجاجِ وَأنْواعِ السَّمامِين وللشَّباذي وللأنطاعِ تفرشُ في***تموزَ فوقَ رُخامٍ في الأواوينِ وللمجالسِ في أوساطها خركٌ***وللطنافسِ في أيامِ كانونِ ولستُ أحصرُ ألواناً لأطعمة ٍ***تَفَنَّنَ القَوْمُ فيها كُلَّ تَفْنِينِ وَلِلْمَلابِسِ كَمْ ثَوْبٍ مُلَوَّنَة ِ***فيها العراقي مع الهندي والبوني وكمَ ذخائرَ ما عند الملوكِ لها***مِثْلٌ فَمِنْ مُودَعٍ سَقْفاً وَمَدْقُونِ وَكَمْ مجالِسِ أُنْسٍ عُيِّنَتْ لَهُمْ***تُنسِي الهُمُومَ وتُسْلِي كُلَّ مَحْزُونِ وَكَمْ حُلِيِّ نِساءِ لا يُثَمِّنُهُ***مُقَوِّمٌ قَطُّ في الدُّنْيا بِتَثْمِينِ فَقُلْ لِسُلْطَانِ مِصْر وَالشام مَعاً***ياقاهراً غيرَ مخفيِّ البراهينِ ومن يُخوِّفُ من سيفٍ براحتهِ***ذوي السيوفِ وأصحابِ السكاكين اكشف بنفسكَ أسواناً ومن معها***من الصعيدِ بلا قومٍ مساكينِ عُمَّالُها قَدْ سَبَوْهُمْ مِنْ تَطَلُّبِهِمْ***ما لا يَكُونُ بِمَفْرُوضٍ ومَسْنُونِ كُلٌّ تَرَى كاتِباً لِلسُّوءِ يُنْظِرُهُ***لنهبهم كم كذا عامٍ وكم حينِ سَبَوا الرَّعِيَّة َ لَمْ يُبْقُوا عَلَى أَحَدٍ***ولا أمانة َ للقبطِ الملاعينِ لاتأمننَّ على الأموال سارقها***ولا تُقَرِّبْ عدُوَّ الله وَالدِّين واغْرُنَّ عَامِلَ أسْوَان تنالُ بِهِ *** جَنَّاتِ عَدْن بِإحْسانِ وَتَمْكِينِ
وكُلَّ أمْثالِهِ في الْقِبْطِ أغْزُهُمْ***فالغزو فيهم حلال الدهر والحينِ وَاسْلُبْهُمْ نَعماً قَدْ شاطرُوكَ بِها***كما يشاطرُ فلاَّحُ الفدادينِ فقد تواطوا على الأموالِ أجمعها***وَفِذْلكُوا كُلَّ تِسْعِينٍ بِعِشْرِينِ وَصانَعُوا كُلَّ مُسْتَوْفٍ إذَا رَفَعُوا***لَهُ الْحِسابَ بِسُحْتٍ كالطَّوَاعِينِ قَسُّ الْقُسُوسِ وَمُطرَانِ المَطارِينِ***إمَّا بِرَسْم مِدَادٍ أوْ لِصابُونِ وَلِلزُّيُوتِ وَإيقَادِ الْكَنَائِسِ كَمْ***وللدقيقِ المهيَّا للقرابينِ فذاكَ في الصدقاتِ الجارياتِ بهِ***يُسْحَبْ عَلَى الوَجْهِ أَوْ يُقْلَبْ بِسجِّينِ وكيف يقبلُ برَّاً من مصانعة ٍ***من كلِّ مسكينة ٍ فيه ومسكينِ كم هكذا سرقوا كم هكذا ظلموا***كم هكذا أخذوا مالَ السلاطينِ أتُركُ ذنبٍ وسؤالٌ لمغفرة ٍ***عِنْدَ الإلهِ لِقَوْمٍ كالمجانِينِ وَقالَ قَوْمٌ لَقَدْ أَحْصَى مَنالَهُمْ***وقامَ فيها بمفروضٍ ومسنونِ فَقُلْتُ وَالله مَا وَصْفِي لأنْشُرَها***فيما يقوم بهِ شرحي وتبييني وإنما ذاك مجهودي ومقدرتي***وَطاقتِي في حِجاناتِ الثَّعابينِ
| |
|
شدن الإدارة
عدد المساهمات : 315 نقاط : 5260 تاريخ التسجيل : 05/09/2011 الموقع : قلوب العاشقين
| موضوع: رد: لاتأمننَّ على الأموال سارقها - الإمام البوصيري رحمه الله تعالى السبت سبتمبر 10, 2011 6:08 am | |
| | |
|
محسن جادو المدير العام
معلومات العضو : مدير الموقع عدد المساهمات : 2153 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 24/11/2010 الموقع : مصرأم الدنيا
| موضوع: رد: لاتأمننَّ على الأموال سارقها - الإمام البوصيري رحمه الله تعالى السبت سبتمبر 10, 2011 6:28 pm | |
| - انيسة الروح كتب:
- يعطيك العافيه
أشكرك على مرورك | |
|