محسن جادو المدير العام
معلومات العضو : مدير الموقع عدد المساهمات : 2153 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 24/11/2010 الموقع : مصرأم الدنيا
| موضوع: أشهر أبطال الحب العذري الحب العذري الجمعة سبتمبر 09, 2011 7:38 pm | |
| أشهر أبطال الحب العذري
الحب العذري
هو حب عفيف ، لأنه حرم المتعة الجسدية ، وهو عاطفة صادقة لأنه يدوم ويستمر ويبقى على الرغم من الحرمان والجوى والفراق القاتل … ثم هو ذلك حب يتسامى فيه صاحبه ، لانه يحرص على القيم الإنسانية والمثل العليا ولا يقف عند مجرد الحسرة والندم على الحرمان ، من متع الحب العذري وصال الحبيب . فالحب العذري حب جارف قوي عارم فهو حب لا يلتقي فيه الحبيبان مما يجعل صاحبه يقاسي اشد ايام حياته فليله نهار ونهاره عذاب كما عاشها أصحابها . وفي هذا الحب يصدق فيه الإنسان مع حبيبه بان يعطيه الوفاء والعهد
وان نظرت الي غزل الحب العذري تجد انه الغزل المسيطر عليه هو عزل العف الخالي من الجنس .
وقد نشأ الحب العذري في بادية الحجاز ونجد وكان بمثابة رد فعل للغزل اللاهي في المدن ، فلوعة شاعر البادية بتصوير عاطفتهم في ثوب جديد عف ، يرضى عنه الخلق ، ويوفق بين مطالب الجسد والروح .
وقد نشأ الحب العذري بعد الإسلام ، واتضحت سماته في عهد الأمويين .
وقد عاش هذا الحب قيس ابن الملوح وليلى وقد تجد قصيدة المؤنسة هي القصيدة الأكثر شيوعا في حيات قيس فقد كان يرددها دائما وكانت تؤنسه في خلوته عندما كان يهيم بها . وهي قصيدة طويلة جدا نأخذ منها بعض المقتطفات
التي يقول قيس في مطلعها :-
وأيام لا نخشي على اللهو ناهيا **** تذكرت ليلي والسنين الخواليا
بليلي فهالني ماكنت ناسيا **** ويوم كظل الرمح ، قصرت ظله
بذات الغضي نزجي المطي النواحيا **** بتمدين لاحت نار ليلي ، وصحبتي
إذا جئتكم بالليل لم أدر ما هيا **** فياليل كم من حاجة لى مهمهة وجدنا طوال الدهر للحب شافيا **** لحي الله أقوما يقولون أننا قضي الله في ليلي ، ولا قضي ليا **** خليلي ، لأ والله لا أملك الذي فهلا بشئ غير ليلي ابتلاني**** قضاها لغيري ، وابتلاني بحبها
يكون كافيا لا علي ولا ليا**** فيا رب سو الحب بيني وبينها ولا الصبح إلا هيجا ذكرها ليا **** فما طلع النجم الذي يهتدي به فهذا لها عندي ، فما عندها ليا **** فاشهدو عند الله اني احبها وبالشوق مني والغرام قضي ليا **** قضي الله بالمعروف منها لغيرنا أبيت سخين العين حيران باكيا **** معذبتي لولاك ما كنت هائما هواك فيا للناس قو عزائيا **** معذبتي قد طال وجدي وشفني ألا يا حمام العراق أعنني**** على شجي وابكين مثل بكائيا
يقولون ليلى في العراق مريضة**** فيا ليتني كنت الطبيب المداويا فيا رب إذ صيرت ليلي هي المنى**** غرامي لها يزداد إلا تماديا
قيس وليلى
ولا يذكر الحب في شعرنا العربي إلا ويذكر مع مجنون ليلى هذا الاسم الأسطورة ، الذي صارع علما على نوع الحب هو الحب العذري
ونأخذ لمحة علي حيات قيس وحبيبته ليلى
عاش مجنون في عصر الدوله الاموية ،استمرت حياته حتى عام سبعين من الهجرة ، وأن اسمه الكامل هو قيس بن الملوح بن عامر بن صعصعة ، وان ليلي التي احبها وهام بها وقضي بسبب حبها هي ليلى بنت مهدي بن سعد بن كعب بن ربيعة … وان كليهما نشأ في بيت ذي ثراء وافر وخير كثير .
ولكن ما هي أولا حكاية هذا الحب العذري ؟
في رحاب الصحراء العريبة وتحت خيامها ، وظلال كثبانها ومنعطفات أوديتها .، نمى وترعرع حب الفروسية الأصيل فالبادية ايقظت وجدان الشاعر العربي الحديث عن الحب فقد أحب قيس ليله منذ الصغر وترعرعا حتى الكبر وقصتهما طويلة جدا ولكن السبب الذي بعد قيس عن ليلى هو التشبيب والغزل الصريح مظنه صلته بها قبل الزواج ، ومبعث ريبة في أن الزواج لم يتم بينهما إلا ستر للعار
وتحرم ليلي على قيس وتجبر على الزواج من غيره ولا يحتمل قيس وقع الكارثة ، فيهيم على وجهه ويختبل عقله وتدركه المنية وهو علي هذا الحال ..شاردا ذاهل اللب فيما يشبه الجنون .
-: جميل بثينه :-
وقد لحق بقيس ابن الملوح جميل بن معمر وحبيبته بثينة
ومن هذا الشاعر نتعرف على ارقى نمازج الحب العذري واوصفها وأصدقها وترا وأشدها حرارة ، وهو شعر يمتلئ بشكاوي النفس وما يلاقيه المحب المتيم من تباريج الوجد وقسوة البعد ومرارة الحرمان ولكن مع ذلك صادق اللوعة ، عف الضمير واللسان ‘ رصين التعبير غني القلب مرفوف الحي والشعور . ثم هو شاعر عاشق يرضى من محبوبته بالقليل ، بل أقل القليل وقد نجده انه دائم الحديث عن بخل حبيبته . ولكنه حديث الرضي المستسلم لا يسخط ولا يغضب ولا يتمرد ولا يهدد ولا يتوعد أو يثور ، وانما هو مكتف بمجرد الاشاره الي بخل بثينه بكل ما من شانه يملأ حياته نعيما وبهجة ، بخلها بالوصال ، باللقاء بري الصدى المتعطش .
ويحدثنا التاريخ أن جميل بن عبد الله بن معمر العذري قد سبت فؤادة بثينه بنت حبان بن جن بن ربيعة العذري . فالشاعر وحبيبته ينتميان لشجره واحدة في النسب ويقيمان معا في مكان واحد هو وادي القري وهو موضع في الحجاز قرب المدينة
وكما حدث لقيس بن الملوح وليلاه بعد أن ذاعت قصة حبهما وتناقلت أخبارهما الركبان ، فحرمت عليه وزوجت غيره ، حدث هذا لجميل وبثينه بعد أن ذاع شعره فيها وهيامه بها ، وتحدث به الناس في القبيلة وخارج القبيلة جتئ إذا جاء جميل إلى أبيها خاطبا ورففضه أبوها خشية أن يقال انه زوجها ستر لعارها . وتزوجت بثينة إلي فتى من عذره : هو نبيه بن الأسود ، ولكن زوجهما لا يمنع جميلا عنها ، فهو يزورها خفية في بيت زوجها ، ويقول فيها القصيدة بعد القصيدة ، وهي تساعدة أحيانا ثم تصد عنه أحيانا أخري ، وهو في الحالين مستطار اللب طائر العقل ، مسلوب القلب وتمضي الأيام ويدب اليأس في قلب جميل ، فيهاجر إلى مصر ويمرض فيها مرضة الأخير .. حتى إذا حضرته الوفاء كانت أخر كلماته من اجل بثينه حبا وتذكرا وتعلقا ووفاء ( ما اجمل الوفاء يا من تحبون ) حتى الرمق الأخير ، ويموت جميل سنة اثنين وثمانون للهجره . ويبقى من بعده صوته الشعري المتوهج بالحرارة والصدق ، ينطبق بعذريته وصدق حبه ومكابدته ..
ألا إنها ليست تجود لذي الهوى**** بل البخل منها شيمة وخلائق وماذا عسي الواشون ان يتحدثوا**** سوى ان يقولوا إنني لك عاشق نعم صدق الواشون انت كريمة **** على وان لم تصف منك الخلائق
أحبابي إليكم اشهر قصائد جميل و أطولها ولكني سآتيكم بمقتطفات منها وهذا الغزل العذري على لسان جميل إضرابه اعمق التأثير في النفس شديد أثاره للعاطفة وهو عزل لا يتوقف عند مجرد التشبيب بمحاسن المرآة ومفاتنها – على عادة الشعر العربي القديم – وانما هو يتجاوز ذلك إلى الامتلاء الروحي بنفس الشاعر ومشاعره وآلامها وآمالها ، والتعبير عن الطبيعة العفة الصادقة للحب التي تربطه بحبيبته التي وقف عليها قلبه دون سائر النساء .( وإذا أردتم الاستفسار عن هذا يرجى مراسلتي ) .
ويقول جميل
ألا ليت ريعان الشباب جديد**** ودهر تولي – يابثين – يعود فنبقي كما نكون ، وانتمو**** قريب واذا ما تبذلين زهيد خليلي ما ألقي من الوجد باطن **** ودمعي بما أخفي الغداه – شهيد إذا قلت ما بي يا بثينه قاتلي **** من الحب ، قالت : ثابد ويزيد وان قلت ردي بعض عقلي اعش به**** تولت وقالت : ذاك منك بعيد فلا انا مردود بما جئت طالبا **** ولا حبها فيما يبيد يبيد وقلت لها : بيني وبينك فاعلمي **** من الله ميثاق له عهود وافنيت عمري بانتظاري وعدها **** وأبليت فيها الدهر وهو جديد ويحسب نسوان من الجهل أنني **** إذا جئت إهين كنت أريد فاقسم طرفي بينهن فيستوي **** وفي الصد بون بينهن بعيد ألا ليت شعري هل أبيتن ليه **** بوادي القري إني إذن لسعيد وهل اهبط ارضا تظل ريحها **** لها بالثنايا القاويات وئيد يموت الهوي مني إذا ما لقيتها **** ويحيا ّأ فارقتها فيعود يقولون : جاهد يا جميل بغزوه **** واي جهاد غيرهن أريد لكل حديث عندهن بشاشه **** وكل قتيل عندهن شهيد علقت الهوي منها وليدا فلم يزل **** الي اليوم حبها ينمي حبها ويزيد فهل ألقين ببثينه ليلة **** تجود لنا من ودها ونجود من كان في حبي بثسنه يمتري**** فبرقاء ذي ضال على شهيد
وهكذا حكم على جميل كما حكم على قيس ونرحل مع قصة من قصص الحب العذري
وهي قيس ابن ذريح بن الأحباب بن سنه وينتهي نسبة إلى حزيمة من عرب الشمال ويقولون انه من أعراب الحجاز ، أما لبنى هذه التي تتغنى بها قيس ، وصار منسوبا أليها ، فهي لبنى بنت أحباب أم معمر ، من بني كعب من خزاعة ، يصفونها بأنها كانت مديدة القامة ، يخالط سواد عينها زرقة ، حلوه المنظر والكلام ويقولون أنها كانت بهية الطلعة ، عذبه الكلام سهله المنطق . وتبدأ قصة قيس من هذه أصوره
واعذروني أن اختصرت القصة فهي شيقة جدا يحبها كل قلب يملى روحة الحب والحنان والطيبة والعطف ليس مثل قلوب ناس أهل الزمن هذا الملي بالحقد والخيانة . وقد تسبب بجروح كثيره في قلوب العاشقين والمحبين ؟ !
إليكم القصة :
في أحد زيارات قيس لأخواله ، اشتد به الحر فشعر بالظماء ، فوقف على خيمة والرجال غائبين ، فطلب ماء فبرزت له لبنى فسقته واعجب بها ، وطلبت له أن يستريح عندهم حتى تخف وطاه القيظ( الصحراء) فلبها وتحادثا ، فملكت عليه فؤاده . وملك عليها فؤادها ، وقدم أبوها فرحب به ونحر له ، واحتفى وأكرمه . وانصرف قيس وقد غلب عليه الهوى . فأنطقه شعر وراه الرواة ، وشاع في المجالس .
ونأتي هنا كي نقول أن الحب العذري قد وصل إلى اللقاء وهذا شئ كبير ؟وتزوج قيس من لبنى ويجتمع شمل المحبين ، ويقيمان أمدا في ظل السعادة ورافه وهناء متصل . ولكن قيسا وحيد والديه الثريين – ينسبة حبه للبنى وزواجه منها كل شئ أخر في حياته .فتغضب أمه لما ترى من اغتصاب امرأة أخرى له فتكيد لزوجته وتتفنن في الإيقاع بينهما .. وخاصة
أن لبنى لم تنجب من قيس ويستمر الحال على هذا عشر سنوات ، ويجتمعون عليه أبوه وقومة ناصحين له بالزواج من أحد بنات عمه لعل الله يهب له ولد يرث ثروه الاسراه من بعدة . ولا ستجيب لهما قيس .. فيأتيه القوم يعظمون عليه الأمر حتى استطاعوا أن يجعلوه يطلق لبنى فيطلقها . في لحظة ضعف قاتله .
ثم لا يلبث قيس أن يستشعر وقع الفجيعة ، فجيعته في حبه ويحس بالفراغ الذي خلفته لبنى في حياته ، واللوعة التي ملكت كل جوانحه فينطلق لسانه بالأشعار الباكية .
وها نحن نقف إمام قصة من قصص الحب الذكرى بطلها عاش مستهيل القرن الأول الهجري – فالروايات تذكر لنا أن قيسا ولد بين عامي أربعة وسته للهجره واختلطت قصتهما بما تمتلي به من حكايات الأشعار . ونجد في شعر قيس لبنى مقطوعات ينتزعها مع مجنون ليلى ‘ فضلا عن قصائد أخرى ينتزعها مع جميل وبثينه وابن الدمينة وكثير عزة وعروه بن حزم .
اما في شعر قيس بن ذريح ما نجدة في شعر العذريين من رقه وجزاله وعاطفة صادقة مشبوبه .. و أطول قصائدة واشهرها هي قصيدته العينية والتي نطالع فيها صوره صادقة لحبة العميق للبنى متظمنة ندمة ( كما قلت لكم الحب العذري يخلو من الندم ) ؟ (وأي معلومه أخوكم مستعد للرد عليها ….) ولوعته بعد طلاقها ولكن هيهات ينفع الندم ، إن خلاصة الوحيد في البكاء ..وبث شجونه ولوعة هيامة خلال أبيات يرسلها وقد حملت زفرات من سعير قلبه حرارة معاناته .
ويقول قيس في طلعها .
عفا سرف من اهله فسراوع **** فجنبا أريك فالتلاع الدوافع لعل لبنى أن يحم لقاؤها **** ببعض البلاد أنا ما حم واقع بجزع من الوادي خلا عن انيسه **** عفا وتخطة العيون الخوادع ولما بداء منها الفراق كما بدا **** بظهر الصفاء والصلد الشوق الشوائع اتبكي على لبنى وانت تركتها **** وكنت كآت غيه وهو طائع فلا تبكين في إثر شئ ندامة**** إذا نزعته من يديك النوازع فليس لامر حاول الله جمعه **** مشت ولا ما فرق الله جامع وكيف ينام المرء مستشعر الجوي **** ضجيع الاسي فيه نكاس روادع فلا خير في الدنيا إا لم توتنا **** لبنى ، ولم يجمع لنا الشمل جامع ألست لبينى تحت سقف يكنها **** وإياي هذا إن نات لي نافع فقد كنت ابكي والنوي مطمئنة **** بنا وبيكم من عالم ما البين صانع فيا قلب صبرا واعترافا لما تري **** ويا حبها قع بالذي انت واقع أحل على الدهر من كل جانب **** ودامت فلم تبوح على الفجائع فمن كان محزونا غدا لفراقنا **** فملآ قلبك لما هو واقع
وهكذا استطاع الواشون أن يبعدو قيس عن حبيبته لبنى وها هو يتجرع ما قد تجرعة من سبقه من عاش هذا الحب الطاهر ،ويكتب عليهما القدر الفراق المرير والبكاء الطويل فرحماك بنا يأرب .
كثير عزة
ثم ننتقل إلى من عاش هذا الحب مع كثير وعزه
هو كثير بن عبد الرحمن الخزاعي شاعر حجازي من شعراء لعصر الأموي ، ويكني أبا صخر ، واشتهر بكثير عزه نسبه إلى محبوبته عزه التي قال فيها شعر في الغزل والتشبيب .والعزه في اللغو هي بنت الظبية
، أما عزه هذه فهي بنت خميل بن حفص وكنيتها أم عمر وكان يطلق عليها أيضا الحاجبة نسبة إلى جدها الأعلى .
وقد قيل عن كثير انه اشهر شعراء الآلام في زمانه
وقد كان وصفة انه قصير شديد القصر ومن هنا كانت تسميته بكثير
على سبيل التصغير : وياريت كثير يطوف بالبيت فمن حدثك انه يزيد عن ثلاثه أشبار فلا تصدقة . وكان كثير إذ ادخل علي عبد الملك بن مروان – الخليفة الأموي يقول طأطي راسك حتى لا يصيبه السيف ويصرخ كثير نفسه بهذا القصر في شعره فيقول
,أن أراك قصيرا في الرجال فأنني إذا حل أمر ساحتي لطويل ويضفون انه كثير لاعتداد بنفسه ، كثير العجب والزهو والخيلاء
ويتفنن الرواة في صياغة أخباره وقصصه مع محبوبته عزة ، وكيف بدأ تعشقه لها ، فيقولون انه مر ذات يوم بنسوه من بني حمزة ومعه قطيع أغنام فأرسلن إليه عزة وهي بعد صغيره فقالت له : تقول لك النسوة بعنا كبشا من هذه الغنم ، أنسئنا بثمنه إلى أن ترجع – أي أمهلنا في دفع ثمنه حتى تعود –فأعطها كثير كبشا ، ووقعت هي في قلبه موقعا عظيما ، فلما رجع جاءته امرأة منهن بدرهمه فقال لها : أين الصبية التي أخذت مني الكبش ؟ قالت وما تصنع بها ؟ هذا درهمك ، فقال : لا اخذ درهمي إلا ممن دفعت إليه : وانصرفت وهو ينشد
قضي كل ذي دين فوفى غريمه**** وعزة ممطول معني غريمها
فقلن له : أبيت إلا عزة أبرزنها له وهي كاره ثم أنها احبيه بعد ذلك أشد من حبه لها .وكما روي أن عبد الملك بن مروان سأل كثير عزة عن أعجب خبر له مع عزة فقال : يا أمير المؤمنين حججت ذات سنة وحج زوج عزة معها ولم يعلم أحد بصاحبه ، فلما كنا ببعض الطريق أمرها زوجها بابتياع سمن تصلح به طعام لرفقته فجعلت تدور الخيام خيمة خيمة حتى دخلت إلي وهي لا تعلم إنها خيمتي وكنت أبري سهما ، فلما رأيتها جعلت أبري لحمي وانظر اليها حتى بريت ذراعي وأنا لا اعلم به والدم يجري ، لما علمت ذلك دخلت إلي فامسكت بيدي وجعلت تمسح الدم بثوبها ، وكان عندي نجئ سمن ( وعاء سمن) فحلفت لتأخذه فأخذته ، وجاء زوجها فلما رأي الدم سألها عن خبره فكاتمته حتى حلف عليها لتصدقنه فصدقته فضربها وحلف عليها لتشتمني في وجهة فوقفت علي وقالت لي وهي تبكي : يا ابن (…)أنشدت
خليلي هذا ربع عزه فعقلي**** قلوصيكما ، ثم ابكيا حيث حلت ومسا ترابا كان قد مس جلدها**** وبيتا وظلا حيث باتت وظلت وما كنت ادري قبل عزة ما البكا**** ولا موجعات القلب حتى تولت أناديك ما حج الحجيج وكبرت **** بفيفا عزال رفقة واهلت وما كبرت من فوق ركبة رفقة **** ومن ذي عزال أشعرت واستهلت تمنيتها حتى إذا ما ريتها **** رأيت المنايا شرعا قد أظلت فلا يحسب الوشون أن صبابتي **** بعزة كانت غمره فتجلت فو الله ثم الله ما حل قلبها **** ولا بعدها من خله حيث حلت فيا عجبا للقلب كيف اعترافه **** وللنفس لما وطنت طيف ذلت واني وتهيامي بعزة بعدما**** تخليت مما بيننا وتخلت
فانسأل الواشون فيم هجرتها**** فقل نفس حر سليت فتسلت
وكما يضيف الرواه أن عدد من النساء اللواتي شيعنه عند موته كان اكثر من عدد الرجال ، وكن يبكينه ويذكرن عزة في ندبهن .. وكانت وفاته في خلافه يزيد بن عبد الملك سنه خمس ومائة من الهجرة .
عنترة وعبلة
قصة حبة قد تكون عذرية لاكنها حصلت في العصرالجاهلي
هو عنترة بن شداد بن قراد أحد أفراد قبيلة عبس , ولد من أم حبشية فجاءت بشرته كاحله السواد حتى عد من اغرب العرب ، وقد تنكر له والده في مطلع حياته ، ولم يلحقه بنسبة شانه شان أبناء الإماء لا يعترف بهم آباؤهم إلا إّذا ذاع لهم صيت يغنون به عن النسب ، وقد دفع عنترة إلى رعاية الأغنام والإبل ، يحيا حياه قاسية ، ظلمة جاحدة ، يلقي احتقار القوم بمضض وتمرد وهو لا يبرح يتوقع واقعة ممكنة من إظهاره تفوقه وبطولته وحاجة قبيلته إلى قوه ساعده .
ولم يلبث عنترة أن فتن بابنة عمه (عبلة ) التي لا سبيل لها ،يمنعه من الوصول إليها سواد لونه واحتقار عمه وسائر أفراد القبيلة له . ولم يقبل عنترة هذا المصير فاعلن عصيانه ، وتمرد على واقعة وجعل حياته سلسله من التحدي ، جاعلا قيمة المرء في أفعاله وقدرته الخاصة ، وسعى إلى الحرية ، وأبى أن يعاقبه المجتمع على أمر لا يد له فيه ، ولون لا دلاله إنسانية له . حتى تنازل الكثير من ساده القبيلة واعترف بنسبه أخيرا ، ولكن عمه رفض أن يزوجه عبلة فضل يهيم بها ويكتب الأشعار . وعبلة أخذها أبوها من القبيلة وهاجر بها وبقي عنترة يقتفي أثرها فلا وصل إلى مطلبه حتى لاقى حتفه .
ومن أحد قصائده الرائعة نأخذ مقتطفات يقول في مطلعها :-
هل غادر الشعر من متردم**** هل عرفت الدار بعد توهم
يا دار عبلة بالجوى تكلمي**** وعمى صباحا دار عبلة واسلمي
إن تغدفي دونى القناع فانني ****طب بأخذ الفارس المستلئم
أثني علي بما عملت فانني ****سمح مخالطى إذا لم أظلم
ولقد ذكرتك والرماح نواهل****مني وبيض الهند تقطر من دمي
هلا سألت الخيل با ابنه مالك ***ان كنت جاهله بما لا تعلمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها****لمعت كبــارق ثغرك المتبسم
يدعون عنتره والرماح كنها ****أشطان بئر في لبان الادهم
مازات أ رميهم بثغرة نحره****ولبنانه حتى تسربل بالدم
هكذا يظل الحب العذري مستحيل ان نجدة في هذا الزمن المرفرف بأجنحة في عالم الضياع | |
|
شدن الإدارة
عدد المساهمات : 315 نقاط : 5260 تاريخ التسجيل : 05/09/2011 الموقع : قلوب العاشقين
| موضوع: رد: أشهر أبطال الحب العذري الحب العذري السبت سبتمبر 10, 2011 6:11 am | |
| وما اجمله من حب رغم كل القسوه بداخله | |
|
محسن جادو المدير العام
معلومات العضو : مدير الموقع عدد المساهمات : 2153 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 24/11/2010 الموقع : مصرأم الدنيا
| موضوع: رد: أشهر أبطال الحب العذري الحب العذري السبت سبتمبر 10, 2011 6:29 pm | |
| - انيسة الروح كتب:
- وما اجمله من حب رغم كل القسوه بداخله
أشكرك على مرورك | |
|