محسن جادو المدير العام
معلومات العضو : مدير الموقع عدد المساهمات : 2153 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 24/11/2010 الموقع : مصرأم الدنيا
| موضوع: لامية العجم الجمعة سبتمبر 09, 2011 7:55 pm | |
| لامية العجم
الطُّغرَائى
هو مؤيد الدين أبو إسماعيل الحسين بن على بن محمد الأصبهانى ، ويعرف بالعميد وبفخر الكُتَّاب وبالطغْرائى .. نسبة إلى من يكتب (الطُّغراء) وهى الطرَّة التي تكتب فى أعلى الصفحة الأولى من المخطوطات القيمة والخزائنية . ولد بأصبهان سنة 453 هجريَّة (1061 ميلاديَّة) . وعاش فى بلاط السلطان ملكشاه بن ألب أرسلان ، وولى ديوان الإنشاء والوزارة في زمن السلطان السلجوقى مسعود بن محمد . كان مفخرة الدولة السلجوقيَّة ، ويقال إنَّه لم يكن فى الدولتين السلجوقيَّة والإماميَّة مَنْ يماثله في الإنشاء سوى أمين الملك أبى نصر العُتبى. دأب على تحرير الكيمياء من الألغاز والرموز ، وأعلن منهجَه فيها بقوله في كتابه (الأسرار) : التجربة رائد لا يكذب أهلهُ َ . مات مقتولاً سنة 513 هجريَّة (1119 ميلاديَّة) بتهمة الإلحاد . *من أهم مؤلفاته : لامية العجم ، مفتاح الرحمة ومصابيح الحكمة في الكيمياء ، جامع الأسرار وتراكيب الأنوار في الإكسير ، الأسرار في صحَّة صناعة الكيمياء. وللمزيد عن الطغرائى ، يمكن الرجوع إلى المصادر التالية : *عمر كحالة : معجم المؤلفين 1/ 628 - حاجى خليفة : كشف الظنون 68، 394 ، 534 ، 672 - الذهبى : سير أعلام النبلاء 19/ 454 - طاش كبرى زادة: مفتاح السعادة ومصباح السيادة 1/ 322 - ابن كثير : البداية والنهاية 12/ 207 - ياقوت الحموى : معجم الأدباء
أصالةُ الرأي صانتني عن الخطلِ *** وحليةُ الفضلِ زانتني لدى العَطَلِ
*
مجدي أخيراً ومجدي أولاً شَرعٌ *** والشمسُ رَأدَ الضحى كالشمس في الطفلِ
*
فيم الإقامةُ بالزوراءِ لا سَكنِي *** بها ولا ناقتي فيها ولا جملي
*
ناءٍ عن الأهلِ صِفر الكف مُنفردٌ *** كالسيفِ عُرِّي مَتناه عن الخلل
*
فلا صديقَ إليه مشتكى حَزَني *** ولا أنيسَ إليه مُنتهى جذلي
*
طال اغترابي حتى حَنَّ راحلتي *** وَرَحْلُها وَقَرَا العَسَّالةَ الذُّبُلِ
*
وضج من لغبٍ نضوى وعج لما *** ألقى ركابي ، ولج الركب في عَذلي
*
أريدُ بسطةَ كفٍ أستعين بها *** على قضاء حقوقٍ للعلى قِبَلي
*
والدهر يعكس آمالي ويُقنعني *** من الغنيمة بعد الكدِّ بالقفلِ
*
وذي شِطاطٍ كصدر الرمحِ معتقل *** بمثله غيرُ هيَّابٍ ولا وكلِ
*
حلو الفُكاهةِ مرُّ الجدِّ قد مزجت *** بشدةِ البأسِ منه رقَّةُ الغَزَلِ
*
طردتُ سرح الكرى عن ورد مقلته *** والليل أغرى سوام النوم بالمقلِ
*
والركب ميل على الأكوار من طربٍ *** صاح ، وآخر من خمر الكرى ثملِ
*
فقلتُ : أدعوك للجلَّى لتنصرني *** وأنت تخذلني في الحادث الجللِ
*
تنامُ عيني وعين النجم ساهرةٌ *** وتستحيل وصبغ الليل لم يحُلِ
*
فهل تعينُ على غيٍ همتُ به *** والغي يزجر أحياناً عن الفشلِ
*
إني أريدُ طروقَ الحي من إضمٍ *** وقد حماهُ رماةٌ من بني ثُعلِ
*
يحمون بالبيض والسمر الِّلدان به *** سودُ الغدائرِ حمرُ الحلي والحللِ
*
فسر بنا في ذِمام الليل معتسِفاً *** فنفخةُ الطيبِ تهدينا إلى الحللِ
*
فالحبُّ حيث العدا والأسدُ رابضةٌ *** حول الكِناس لها غابٌ من الأسلِ
*
تؤم ناشئة بالجزم قد سُقيت *** نِصالها بمياه الغُنج والكَحَلِ
*
قد زاد طيبُ أحاديثِ الكرام بها *** مابالكرائم من جبن ومن بخلِ
*
تبيتُ نار الهوى منهن في كبدِ *** حرَّى ونار القرى منهم على القُللِ
*
يَقْتُلْنَ أنضاءَ حُبِّ لا حِراك بهم *** وينحرون كِرام الخيل والإبلِ
*
يُشفى لديغُ العوالي في بيُوتِهمُ *** بِنَهلةٍ من غدير الخمر والعسلِ
*
لعل إلمامةً بالجزع ثانيةٌ *** يدِبُّ منها نسيمُ البُرْءِ في عللي
*
لا أكرهُ الطعنة النجلاء قد شفِعت *** برشقةٍ من نبال الأعين النُّجلِ
*
ولا أهاب الصفاح البيض تُسعدني *** باللمح من خلل الأستار والكللِ
*
حبُّ السلامةِ يثني هم صاحبهِ *** عن المعالي ويغري المرء بالكسلِ
*
فإن جنحتَ إليه فاتخذ نفقاً *** في الأرض أو سلماً في الجوِّ فاعتزلِ
*
ودع غمار العُلا للمقدمين على *** ركوبها واقتنعْ منهن بالبللِ
*
يرضى الذليلُ بخفض العيشِ مسكنهُ *** والعِزُّ عند رسيم الأينق الذّلُلِ
*
فادرأ بها في نحور البيد جافِلةً *** معارضات مثاني اللُّجم بالجدلِ
*
إن العلا حدثتني وهي صادقةٌ *** فيما تُحدثُ أن العز في النقلِ
*
لو أن في شرف المأوى بلوغَ منىً *** لم تبرح الشمسُ يوماً دارة الحملِ
*
أهبتُ بالحظِ لو ناديتُ مستمعاً *** والحظُ عني بالجهالِ في شُغلِ
*
لعله إن بدا فضلي ونَقْصهمُ *** لِعينه نام عنهم أو تنبه لي
*
أعللُ النفس بالآمال أرقبها *** ما أضيق العيش لولا فُسحة الأمل
*
لم أرتضِ العيشَ والأيام مقبلةٌ *** فكيف أرضى وقد ولت على عجلِ
*
غالى بنفسي عِرْفاني بقينتها *** فصنتها عن رخيص القدْرِ مبتذَلِ
*
وعادة السيف أن يزهى بجوهرهِ *** وليس يعملُ إلا في يديْ بطلِ
*
ماكنتُ أوثرُ أن يمتد بي زمني *** حتى أرى دولة الأوغاد والسفلِ
*
تقدمتني أناسٌ كان شوطُهمُ *** وراءَ خطوي لو أمشي على مهلِ
*
هذاء جزاء امرىءٍ أقرانهُ درجوا *** من قبلهِ فتمنى فسحةَ الأجَلِ
*
فإن علاني من دوني فلا عَجبٌ *** لي أسوةٌ بانحطاط الشمسِ عن زُحلِ
*
فاصبر لها غير محتالٍ ولا ضَجِرِ *** في حادث الدهر ما يُغني عن الحِيلِ
*
أعدى عدوك من وثِقتْ به *** فحاذر الناس واصحبهم على دخلِ
*
فإنما رُجل الدنيا وواحدها *** من لايعولُ في الدنيا على رجلِ
*
وحُسن ظنك بالأيام معجزَةٌ *** فَظنَّ شراً وكن منها على وجَلِ
*
غاض الوفاءُ وفاض الغدر وانفرجت *** مسافة الخُلفِ بين القوْل والعملِ
*
وشان صدقكَ عند الناس كذبهم *** وهلْ يُطابق مِعْوجٌ بمعتدلِ
*
إن كان ينجع شيءٌ في ثباتهمُ *** على العهود فسبق السيف للعذلِ
*
يا وراداً سُؤر عيش كلُّه كدرٌ *** أنفقت صفوك في أيامك الأول
*
فيم اقتحامك لجَّ البحر تركبهُ *** وأنت تكفيك منهُ مصة الوشلِ
*
مُلكُ القناعةِ لا يُخشى عليه ولا *** يُحتاجُ فيه إلى الأنصار والخَولِ
*
ترجو البقاء بدارٍ لاثبات بها *** فهل سمعت بظلٍ غير منتقلِ
*
ويا خبيراً على الإسرار مطلعاً *** اصمتْ ففي الصمت منجاةٌ من الزلل
*
قد رشحوك لأمرٍ إن فطنتَ له *** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ *************************** | |
|