محسن جادو المدير العام
معلومات العضو : مدير الموقع عدد المساهمات : 2153 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 24/11/2010 الموقع : مصرأم الدنيا
| موضوع: قصيدة الطين لإليا أبي ماضي السبت سبتمبر 10, 2011 9:50 pm | |
| الطين
قصيدة الطين الشاعر إيليا أبي ماضي. . . . ..
. . . . . ..
نسي الطين ساعة أنه طين*** حقير فصال تيها و عربد و كسى الخزّ جسمه فتباهى*** ، و حوى المال كيسه فتمرّد يا أخي لا تمل بوجهك عنّي*** ، ما أنا فحمة و لا أنت فرقد أنت لم تصنع الحرير*** الذي تلبس و اللؤلؤ الذي تتقلّد أنت لا تأكل النضار إذا*** جعت و لا تشرب الجمان المنضّد أنت في البردة الموشّاة مثلي*** في كسائي الرديم تشقى و تسعد لك في عالم النهار أماني ،*** وروءى و الظلام فوقك ممتد و لقلبي كما لقلبك أحلا*** م حسان فإنّه غير جلمد ...
أأماني كلّها من تراب*** و أمانيك كلّها من عسجد ؟ و أمانيّ كلّها للتلاشي*** و أمانيك للخلود المؤكّد !؟ لا . فهذي و تلك تأتي و تمضي*** كذويها . و أيّ شيء يؤبد ؟ أيّها المزدهي . إذا مسّك السقم ***ألا تشتكي ؟ ألا تتنهد ؟ و إذا راعك الحبيب بهجر*** ودعتك الذكرى ألا تتوحّد ؟ أنت مثلي يبش وجهك للنعمى*** و في حالة المصيبة يكمد أدموعي خلّ و دمعك شهد ؟*** و بكائي ذلّ و نوحك سؤدد ؟ وابتسامتي السراب لا ريّ فيه ؟*** و ابتسامتك اللآلي الخرّد ؟ فلك واحد يظلّ كلينا حار*** طرفي به و طرفك أرمد قمر واحد يطلّ علينا*** و على الكوخ و البناء الموطّد إن يكن مشرقا لعينيك ***إنّي لا أراه من كوّة الكوخ أسود ألنجوم الني تراها أراها ***حين تخفي و عندما تتوقّد لست أدنى على غناك إليها **و أنا مع خصاصتي لست أبعد ...
أنت مثلي من الثرى و إليه*** فلماذا ، يا صاحبي ، التيه و الصّد كنت طفلا إذ كنت طفلا ***و تغدو حين أغدو شيخا كبيرا أدرد لست أدري من أين جئت ، و لا ما ***كنت ، أو ما أكون ، يا صاح ، في غد أفتدري ؟ إذن فخبّر** و إلاّ فلماذا تظنّ أنّك أوحد ؟ ...
ألك القصر دونه الحرس الشا*** كي و من حوله الجدار المشيّد فامنع اللّيل أن يمدّ رواقا*** فوقه ، و الضباب أن يتلبّد وانظر النور كيف يدخل ***لا يطلب أذنا ، فما له ليس يطرد ؟ مرقد واحد نصيبك منه*** أفتدري كم فيك للذرّ مرقد ؟ ذدتني عنه ، و العواصف ***تعدو في طلابي ، و الجوّ أقتم أربد بينما الكلب واجد فيه مأوى*** و طعاما ، و الهرّ كالكلب يرفد فسمعت الحياة تضحك منّي*** أترجى ، و منك تأبى و تجحد ...
ألك الروضة الجميلة فيها*** الماء و الطير و الأزاهر و النّد ؟ فازجر الريح أن تهزّ و تلوي*** شجر الروض – إنّه يتأوّد و الجم الماء في الغدير و مره*** لا يصفق إلاّ و أنت بمشهد إنّ طير الأراك ليس يبالي*** أنت أصغيت أم أنا إن غرّد و الأزاهير ليس تسخر من فقري*** ، و لا فيك للغنى تتودّد ...
ألك النهر ؟ إنّه للنسيم الرطب*** درب و للعصافير مورد و هو للشهب تستحمّ به*** في الصيف ليلا كأنّها تتبرّد تدعيه فهل بأمرك يجري ***في عروق الأشجار أو يتجعّد ؟ كان من قبل أن تجيء ؛ و تمضي*** و هو باق في الأرض للجزر و المد ...
ألك الحقل ؟ هذه النحل تجني الشهد ***من زهرة و لا تتردّد و أرى للنمال ملكا كبيرا*** قد بنته بالكدح فيه و بالكد أنت في شرعها دخيل على الحقل*** و لصّ جنى عليها فأفسد لو ملكت الحقول في الأرض طرّا ***لم تكن من فراشة الحقل أسعد أجميل ؟ ما أنت أبهى من الور دة*** ذات الشذى و لا أنت أجود أم عزيز ؟ و للبعوضة من خدّيك*** قوت و في يديك المهند
أم غنيّ ؟ هيهات تختال لولا*** دودة القز بالحباء المبجد أم قويّ ؟ إذن مر النوم إذ يغشاك ***و الليل عن جفونك يرتد وامنع الشيب أن يلمّ بفوديك ***و مر تلبث النضارة في الخد أعليم ؟ فما الخيال الذي** يطرق ليلا ؟ في أيّ دنيا يولد ؟ ما الحياة التي تبين و تخفى ؟*** ما الزمان الذي يذمّ و يحمد ؟ أيّها الطين لست أنقى و أسمى*** من تراب تدوس أو تتوسّد سدت أو لم تسد فما أنت ***إلاّ حيوان مسيّر مستعبد إنّ قصرا سمكته سوف يندكّ ،*** و ثوبا حبكته سوف ينقد لايكن للخصام قلبك مأوى*** إنّ قلبي للحبّ أصبح معبد أنا أولى بالحب منك و أحرى ***من كساء يبلى و مال ينفد | |
|
يسرا جادو الإدارة
عدد المساهمات : 250 نقاط : 5607 تاريخ التسجيل : 24/11/2010 العمر : 33 الموقع : قاهرة المعز
| موضوع: رد: قصيدة الطين لإليا أبي ماضي الجمعة سبتمبر 16, 2011 6:58 pm | |
| | |
|