محسن جادو المدير العام
معلومات العضو : مدير الموقع عدد المساهمات : 2153 نقاط : 10540 تاريخ التسجيل : 24/11/2010 الموقع : مصرأم الدنيا
| موضوع: أجمل ما قيل في الرثاء : قصيدة أبي تمام ، رثاء حبيب بن أوس الطائي الأحد ديسمبر 04, 2011 4:44 am | |
| كذا فليجلَّ الخطبُ وليفدحِ الأمرُ للشاعر أبو تمام، حبيب بن أوس الطائي كان أحد قواد العرب واسمه محمد بن حميد الطوسي في عهد المعتصم العباسي يقاتل الكفار من صلاة الصبح حتى غربت الشمس ثم قتل، أتدرون كم كان عمره؟ يقولون: ما يقارب السادسة والثلاثين، فكان شاباً قوياً، وكان مؤمناً بالله، لبس أكفانه من الصباح، وأخذ يقاتل بالسيف حتى تكسرت سيوفه، فقتل مع الغروب، فلما قتل قال فيه أبو تمام الشاعر قصيدة يرثيه بها، فلما سمعها الخليفة قال: والله الذي لا إله إلا هو لوددت أني قتلت وأنها قيلت في.
وكان كلما كسروا سيفه أخذ سيفاً آخر، فيكسرونه، فيأخذ ثالثاً حتى وصل الغروب، وقد كسرت يده فقتلوه، يقول أبو تمامكذا فليجــــلَّ الخطـــبُ وليفـدحِ الأمــــرُ ***** فليسَ لعـيـن لــم يـفـضْ ماؤهــا عـــذرُ تُوفـِّيـَتِ الآمــالُ بعـــدَ مُـحـــمـَّـــــــــــدٍ ***** وأصبـحَ في شغــلٍ عنِ السفـرِ السفـــرُ ومــا كـانَ إلا مـَــالَ مَــنْ قـَـــلَّ مَــالـُـهُ ***** وذخـــراً لمــنْ أمسى وليسَ لـه ذخــــرُ ومـا كانَ يـَدرِي مُجـْـتـَدِي جـُــودِ كفـِّـهِ ***** إذا ما استهـلَّـتْ أَنَّـه خُـلِـقَ العُـسْـــــــرُ ألا فـي سـبـيـلِ اللَّـهِ مـنْ عُطِّـلــتْ لـــهُ ***** فِـجَـاجُ سَــبِـيـلِ اللهِ وانثغـَـــرَ الثَّغْــــــرُ فَتىً كُلَّـمـــــا فـاضَـــــتْ عُيونُ قَـبِـيـلـة ٍ ***** دمـاً ضحكتْ عنه الأحـاديـثُ والـذكــــرُ فتىً دَهـْــرُهُ شَـطـْـــرانِ فيـمــا يـنـُوبُــهُ ***** ففي بأسِــه شطـــرٌ وفي جـودِه شطـــرُ فتىً ماتَ بين الطَّعـْـنِ والضَّـربِ مِيـتـة ً ***** تقـومُ مقامَ النصـــــرِ إذْ فاتـهُ النصــــرُ ومـا مـاتَ حتى مـاتَ مَـضْـرِبُ سَـيـفـِهِ ***** مِنَ الضَّرْبِ واعْتَلَّتْ عليهِ القَنا السُّمْــرُ وقـد كانَ فَـوْتُ الـمَــوْتِ سَهْــلاً فـــردَّهُ ***** إليه الحِفـاظُ المـــــرُّ والخُلُـقُ الوَعْــــرُ ونفسٌ تعـَـــافُ الـعـَــــارَ حتى كأنَّـمـــا ***** هـو الكفـرُ يـومَ الروعِ أوْ دونَه الكفـــرُ فأثبـتَ في مستنقــــعِ الـمــوتِ رجـلــهُ ***** وقال لهـا مـنْ تحت أخمصــكِ الحشـــرُ غَـدَا غَـدْوَة ً والحَـمْـــــدُ نَسْــــجُ رِدائِـهِ ***** فلـم ينـصـــرفْ إلا وأكـفـانُـه الأجــــــرُ تردَّى ثيابَ المـوتِ حُـمْــــراً فمـا دَجــا ***** لهـا الليـلُ إلاَّ وهْيَ مِنْ سُنْدُسٍ خَضْـــرُ كأنَّ بَـنِـي نَـبْـهَـــــــــانَ يـومَ وَفـــاتِـــهِ ***** نُجـومُ سَـمــــــاءٍ خَـرَّ مِـنْ بَيْنها الـبَـدْرُ يُعـَــزَّونَ عن ثـاوٍ تُـعــــزَّى بـهِ العُـلـَـى ***** ويبكي عليهِ الجـودُ والبـأسُ والشعـــرُ وأنـَّى لـهـــــمْ صـبـرٌ عليـهِ وقـد مضـى ***** إلى الموتِ حتى استشهدا هو والصبرُ! فتًى كانَ عَذْبَ الـرُّوحِ لامِنْ غَضاضَــــةٍ ***** ولـكــنَّ كـبْـراً أنْ يـقــــــــالَ بـه كـبــرُ! فتى سـلـبـتـهُ الخـيـلُ وهــوَ حمىً لهــــا ***** وبَزَّتْـهُ نارُ الحَـرْبِ وهْـوَ لهـا جَـمْــــــرُ وقــدْ كانـتِ البـيـضُ المآثيـرُ في الوغى ***** بَـواتِــرَ فـهْــيَ الآنَ مِــن بَـعـْــــدِهِ بُـتْـرُ أمنْ بعــدِ طـيِّ الحــادثـاتِ مـحــمـــــــداً ***** يكونُ لأثـوابِ الـنـدى أبداً نـشـــــــرُ ؟! إذا شجــراتُ العـــرفِ جــذَّتْ أصـولهــا ***** ففي أيِّ فـرعٍ يوجـدُ الورقُ النضــــــرُ؟ لـئـن أُلبِســــتْ فيـهِ المصــيـبـة َ طـَيـِّئٌ ***** لَمَـــا عُريَـتْ منهـا تَـمِــيــمٌ ولا بـَكْـــــرُ كـذلـكَ مــا نَنـفَــــــكُّ نَـفْـقــــــدُ هـالِـكــاً ***** يُشـارِكُنا في فَقْــدِهِ البَـدْوُ والحـضْــــــرُ سقى الغيثُ غيثاً وارتِ الأرضُ شخصه ***** وإنْ لـم يكنْ فيـهِِ سحابٌ ولا قـطــــــــرُ وكيـفَ احتمـالي للسحـابِ صـنـيـعــــــة ً ***** بإسقـائِهـا قَـبْـراً وفي لَحــدِهِ البَـحـْــــرُ! مضى طاهــرَ الأثوابِ لم تبـقَ روضـــة ٌ ***** غـداة ً ثـوى إلا اشـتهـــتْ أنَّهــا قـبــــرُ ثَـوَى في الثَّرَى مَـنْ كانَ يَحيا به الثَّرَى ***** ويغمــرُ صـرفَ الدهـــرِ نائلُـهُ الغمـــــرُ عـلـيــك سَــلامُ اللَّــهِ وَقْــفــــاً فــإنَّـنــي ***** رَأيـتُ الكريـمَ الحُـــرَّ ليسَ له عُـمْــــــرُ | |
|