عند قرب إجراء الامتحانات النظرية تبرز مادة النحو والصرف كأبرز المواد التي تحتاج إلى متابعة واهتمام من قبل طلاب قسم اللغة العربية في جميع كليات الآداب في سورية، فالمادة وبشهادة الطلاب الحاليين والخريجين والأساتذة تحتاج إلى جهد خاص وفهم وقراءة متأنية وليست مادة تحفظ بصماً كغيرها من المواد.
وقد أردنا أن نعرف أكثر عن هذه المادة ولماذا يخاف الطلاب منها ويحسبون لها حساباً مختلفاً عن بقية المواد وهي التي تعد من المقررات الأساسية وتصقل خبرة الطالب في حياته العملية.
آراء الطلاب
في البداية استطلعت "الفداء "رأي عدد من طلاب قسم اللغة العربية في كلية الآداب الثانية بحماه الذين أشار معظمهم إلى أن مشكلة مقرر النحو والصرف في السنوات الأربع هي في مدرس المادة وليس في المادة أو الطالب.
ضعف المدرس
الطالب /أحمد/سنة أولى قال: المادة ليست صعبة كثيراً إلا أن المدرس غير قادر على إيصال الأفكار إلينا بالشكل الصحيح، فالنحو والصرف يحتاج إلى تركيز عال وانتباه من الطالب وبالمقابل شرح مفصل من الأستاذ.
مادة جافة
الطالب /أمجد/سنة ثانية أكد أنه رسب في المادة بالسنة الأولى لأنها جافة ولم يتأقلم معها بسبب ظروفه التي لا تمكنه من القراءة بشكل متواصل.
المشكلة في المدرس
أما الطالبة /لينا معراوي/سنة رابعة فتؤكد أن المادة صعبة ولكن يمكن النجاح فيها إذا كان هناك متابعة جدية من الطالب وبالنسبة لي لم أحمل المادة مطلقاً وبرأيي فالمشكلة في المدرسين الذين لا يستحق قسم منهم التدريس في الجامعة.
وتؤكد زميلتها أن مادة النحو والصرف سهلة ولكن الأستاذ هو من يعقد الأمور رغم أنها مادة مهمة للطلاب وخاصة بعد التخرج وأثناء التدريس، وهناك بعض الأساتذة ينفّرون الطالب من المادة بسبب أسلوبهم الجاف.رسوب متكرر
بدوره يرى/ أحمد الحكيم/ المتخرج حديثاً من قسم اللغة العربية أن مادة النحو والصرف شكلت له في بعض السنوات مشكلة حقيقية في النجاح حيث حملها عدة دورات وهي من المواد الصعبة وتحتاج الى انتباه ووقت أطول في الدراسة أكثر من بقية المواد التي تعتمد معظمها على الحفظ.
الطلاب دائمو الشكاية
ولمعرفة سبب تخوف الطلاب من مقرر النحو والصرف في قسم اللغة العربية التقت "الفداء" الدكتور/وليد سراقبي/ نائب عميد كلية الآداب الثانية بحماة للشؤون الإدارية ومدرس مادة النحو والصرف فيها, الذي أكد أن هناك مشكلة عند الطلاب عامة فيما يتعلق بمادة النحو والصرف, فهم دائمو الشكاية من هذه المادة ويلقون بتبعة ذلك على أساتذتهم الذين يقدمون ما يستطيعون من جهد في رفع المستوى العلمي للطلبة ولا ينظرون إلى مستوى الضعف الذي يعانون منه ولاسيما أنهم دخلوا مرحلة جامعية تخصصية, فمن المؤسف جداً أن تجد بين طلاب اللغة العربية مثلاً في السنة الثانية أو غيرها من السنوات من لا يحسن الكتابة ولا يحسن القراءة أيضاً ولا يخفى ان هذا الأمر عائد إلى المراحل السابقة من تعليمه. وليست المشكلة في المادة على الإطلاق, لأن المادة العلمية المتعلقة بالنحو و الصرف إنما هي رفد لما أخذه سابقاً، ولكنه رفد تخصصي يدخل الطالب في مناقشة قضايا ومسائل نحوية تفصيلية ليست من مجال المراحل السابقة.
طلاب للحفظ فقط
ويؤكد /د. سراقبي/ أن مادة النحو والصرف تحتاج من الطالب المتابعة ولكن الطالب للأسف اعتاد تأجيل قراءاته إلى ما قبل الامتحان بقليل, وأهمل بناء نفسه بناءً لغوياً سليماً, ولغتنا العربية رمز هويتنا ووعاء فكرنا و عامل وحدتنا. وتعد سورية البلد العربي الأول والرائد في الاهتمام والتمكين في اللغة العربية، والبناء اللغوي للطالب يحتاج إلى أن تكون لديه قدرات لغوية ونحوية وهذه لا تأتي بين عشية وضحاها لأن النحو علم تراكمي بنائي ولكن المؤسف أن الطالب قد اعتاد مجرد الحفظ دون إعمال الفكر فيما يقرؤه, وهذه المادة بالذات تحتاج إلى قراءات في الأدب وحفظ النصوص الشعرية والنثرية الفصيحة التي تشكل زاداً لغوياً عالياً له وليس الأمر مجرد حفظ قواعد نحوية, لأن النحو لا يعلم لغة.
بيئة لغوية سليمة
ويرى د./ سراقبي/ أنه لابد أن تكون البيئة اللغوية بيئة سليمة بدءاً من الأسرة ومروراً بمراحل التعليم الأول وانتهاءً بالمرحلة الجامعية, والمشكلة في عدم توظيف الروافد اللغوية الأخرى من شعر ونثر في العملية البنائية للطالب إذ إن الأمر في المناهج السابقة أنها تعتمد مجرد تلقين قواعد النحو وإن كثيراً من الذين يدرسون هذه المادة يقدمون هذه المادة بلغة هي الأقرب إلى البعد عن السلامة اللغوية وهذا يؤدي إلى أن الطالب لا يستطيع محاكاة أساتذته و يمكن القول إن هذا الأمر ليس على إطلاقه.
مادة مهمة
ويختم د./وليد سراقبي/ بالقول: إن مادة النحو والصرف هي الأساس في كليات الآداب في جامعات القطر ولها النصيب الأوفى من الساعات النظرية والعملية وهي موجودة في السنوات الثلاث الأولى على مدى فصلين, وفي السنة الرابعة في الفصل الأول, ولكنها في السنة الرابعة تختلف جذرياً عما هي في السنوات السابقة, لأنه من المتوقع أن يكون الطالب قد ُبني بناء لغوياً جيداً في السنوات السابقة.